كان أمس يوما تاريخيا بالنسبة للمركز الوطني للتبرع بالأعضاء ووزارة الصحة ويوم هام بالنسبة لمرضى الكلى وعائلاتهم، حيث تم تبادل كلى بين إسرائيل ودولة الامارات وزرع ثلاث كلى ، (اثنتين منهم في البلاد وواحدة في الامارات) وإنقاذ حياة ووقف معاناة ثلاثة أشخاص.
ومن أجل اخراج هذه الحملة التاريخية المركبة الى النور، تم تجنيد طاقم متعدد من الأطباء والممرضات والخبراء من كلا الجانبين وتطّلب تشغيل ست غرف عمليات، أربعة منها في البلاد وتبادل للكلى بسرعة بين الجانبين بواسطة الشحن الجوي والتنسيق واجراء العمليات بالسرعة الممكنة لضمان نجاحها.
احدى الكلى والتي تبرع بها زوج ولاء عزايزة من قرية دبورية والتي لم تكن ملائمة لزوجته طبيا، تم شحنها الى دولة الامارات وبالمقابل وصلت لولاء عزايزة كلية ملائمة لها تمت زراعتها في مستشفى رمبام في مدينة حيفا. وقالت ولاء عزايزة: "انتظرت هذا اليوم! خمس سنوات قضيتها في اجراء الدياليزا وعناء لي وللعائلة ولم نستطع الحصول على كلية ملائمة طبيا من البلاد على مدار سنوات طويلة، ولم تكن كلية زوجي ملائمة أيضا من الناحية الطبية. تعجز الكلمات عن وصف سعادتي ووصولي الى هذا اليوم الذي يوقف معاناتي ومن المثير أن تصل البشرى من الامارات ولا اعرف الشخص المتبرع وانا اول من حصل على كلية من هناك"
وفي حديث مع د. طوني كرام الذي يعمل مدير قسم جراحة الاوعية الدموية وزرع الكلى في مستشفى رمبام والذي اجرى العملية لولاء قال: " كان من المثير بالنسبة لي زرع كلية وصلت الينا من الامارات العربية المتحدة، كذلك التعاون وتبادل الخبرات مع الطاقم الطبي هناك والتعرف على أطباء اكفاء، وتبادل الخبرات والتنسيق المركب من اجل انقاذ حياة الانسان. هذا التعاون الطبي المميز الذي يجري ضمن برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاشخاص الأحياء هو برنامج تابع لوزارة الصحة، وهو الجهة الرسمية الوحيدة التي تركز موضوع التبرعات بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في البلاد وهو مخصص لمرشحين لزراعة ولديهم قريب عائلة مستعد للتبرع لهم لكن لا يمكن تنفيذ التبرع بينهما بسبب عدم الملاءمة الطبية. يتيح البرنامج عمليا التبرع بكلية (رغم غياب الملائمة الطبية) مقابل إيجاد كلية ملائمة طبيا من شخص اخر. التعاون مع دولة الامارات العربية الشقيقة كما في دول أوروبية كثيرة يزيد من احتمالات إيجاد كلية مناسبة. احيانا لا نستطيع إيجاد كلية مناسبة من البلاد كما حدث في العملية التي نتحدث عنها وامل ان يكون هذا التعاون الطبي بداية لفتح افاق تعاون طبي في مجالات أخرى".
وأضاف كرام، بهذه المناسبة اود ان أوجه رسالة إنسانية للجمهور، وهي أن لا يترددوا في التبرع بكلية لأقربائهم وأحبائهم ووقف معاناتهم وإنقاذ حياتهم ونحن نعمل من خلال برنامج التبادل على الملائمة الطبية. الطب تطوّر كثيرا والمخاطر أصبحت نسبتها قليلة وإنقاذ حياة الانسان ووقف معاناته هي قيمة عليا. زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا وباستطاعتنا تغيير هذا الواقع.
وقالت. تمار اشكنازي، مديرة المركز الوطني لزراعة الأعضاء: " ولدت هذه الحملة مع التوقيع على اتفاقية سلام بين الامارات وإسرائيل في أيلول الماضي وبدانا في العمل على رسم معالم التعاون في هذا الموضوع. شأن هذا التعاون أن يزيد من احتمالات إيجاد كلية ملائمة للمرشحين للزراعة ويفتح افقا جديدة لإنقاذ حياة الانسان".
وقال مدير عام المركز الوطني لزراعة الأعضاء، بروفيسور رافي بيئير: "هذا أول تعاون من هذا النوع مع دولة الامارات وحدث هذا بفضل اتفاقية السلام الأخيرة ونشكر وزارة الصحة ووزارة الخارجية على مساعدتنا في تحويل هذا الاتفاق والحلم الى واقع" برنامج التبادل الوطني للمتبرعين بكلية بين الاحياء والذي يساعد على تحقيق رغبة العائلة بالتبرع، حتى في غياب ملاءمة طبية بين المتبرعين، يزيد من احتمال ايجاد كلية بديلة بين المرضى والمتبرعين المسجلين في البرنامج.