أخ المرحومة الشيخ جمال العبرة: "زوج المرحومة كان ضريرا، حكمة الله قضت بأن تتبرع زوجته بقرنياتها ومنح البصر بفضل الله تعالى الى شخص فاقد للبصر لا نعرفه، كل منا قد يحتاج التبرع بالأعضاء في يوم من الأيام، لذا يجب أن نقدم ونعطي قبل أن نأخذ. تقديس حياة الانسان هي قيمة إنسانية عليا أوصت بها الشرائع السماوية عامة ويشجعها ديننا الحنيف وهي صدقة جارية عن روحها الى يوم الدين"
قررت عائلة المرحومة سارة العبرة (62 عاما) مدينة رهط. في النقب والتي توفيت بنوية قلبية، التبرع بأعضائها من أجل انقاذ حياة الاخرين حيث تم التبرع بالقرنيات والانسجة والتي وصلت الى عدد من الأشخاص من البلاد.
وفي حديث مع اخ المرحومة، الشيخ جمال العبرة قال: " زوج المرحومة كان ضريرا، ونحن كعائلة نعي جيدا معنى هذه المعاناة، حكمة الله قضت بأن تتبرع زوجته بقرنياتها ومنح البصر بفضل الله تعالى الى شخص فاقد للبصر لا نعرفه. رسالتي أن كل منا قد يحتاج التبرع بالأعضاء في يوم من الأيام، لذا يجب أن نقدم ونعطي قبل أن نأخذ. تقديس حياة الانسان هي قيمة إنسانية عليا أوصت بها الشرائع السماوية عامة ويشجعها ديننا النحيف بشكل واضح وفق الضوابط الشرعية وهي صدقة جارية عن روحها الى يوم الدين"
يذكر أن الشيخ جمال العبرة، يعمل مفتشا للمساجد في النقب من قبل الدائرة الإسلامية في قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية ، وكان قد شارك في يوم دراسي مشترك بادرت اليه الدائرة الإسلامية والمركز الوطني لزراعة الأعضاء، بمشاركة العشرات من أئمة المساجد في البلاد من أجل مناقشة الموضوع من الناحية الشرعية والطبية والذي في أعقابه تم تخصيص خطبة الجمعة في العشرات من مساجد البلاد من اجل توضيح موقف الشرع المساند للتبرع بالأعضاء وهو أحد المناصرين والداعمين للموضوع.
وأضاف الشيخ جمال العبرة: " تجيز الديانات السماوية التبرع بالأعضاء والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" (المائدة 32) . وقوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" البقرة 186 . وقوله تعالى: " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا " (النساء28) وقوله: " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج " (المائدة 6) وعن أسامة بن شريك قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله أنتداوى؟ قال: "نعم فإن الله لم ينزل داء إلا وانزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله" رواه احمد. كما وأن حكم التبرع بالأعضاء يجب أن يكون وفق القواعد الشرعية والفقهية فمثلا: ان يكون المنقول منه (المتبرع) لا يضار. أيد هذا الرأي علماء لهم فتاوى فردية ومجامع فقهية معتبره فمن العلماء الشيوخ جاد الحق علي جاد الحق, يوسف القرضاوي، محمد سيد طنطاوي ونصر فريد واصل، عطية صقر، علي جمعة، محمد نعيم ياسين، والشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار المقدسة ومصطفى الزرقا، عبد الرحمن بن ناصر السعدي وإبراهيم الدحقوبي وغيرهم ممن يعتبرونها صدقة جارية.
من المجامع الفقهية التي أيدت هذا الرأي :مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجده في المملكة العربية السعودية في 6/11/1988م والمجلس ألأوروبي للإفتاء والبحوث والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في ماليزيا 1969 ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء بالسعودية ولجان الإفتاء بالأردن والكويت ومصر والجزائر وغيرها. ويؤكد علماء المسلمين العلاقة الوثيقة بين التعاليم الإسلامية والحقائق الطبية لكون الإسلام يدعو إلى كل ما يخدم الإنسانية وهذا يتوافق مع موقف معظم رجال الدين في بلادنا المسلمين والمسيحيين وأبناء الطائفة المعروفية.