آلاف المرضى في البلاد ينتظرون ضمن قائمة الانتظار القطرية لزراعة أعضاء حيوية لإنقاذ حياتهم، وقسم منهم يموت للأسف خلال سنوات الانتظار الطويلة للوصول للعضو المنشود.
سنوات الانتظار الطويلة، مصحوبة بمعاناة صعبة الوصف، للمريض ولعائلته ولأحبائه. كما ويحتاج الأمر أحيانًا إلى الحظ، بسبب اعتبارات تحديد من هم بأمسِّ الحاجة لاستقبال عضو وصل نتيجة حالة وفاة طارئة من متبرع.
الصيدلي حسين أحمد زبيدي دراوشة 55 عاما من مدينة عرابة، انتظر 7 سنوات حتى حصل على كلية من متبرع، رافقتها معاناة طويلة خلال اجراء الدياليزا لا يستوعبها الا من يمر بها على حد تعبيره. وبعد أشهر من العملية الناجحة التي أجريت لحسين، استقبل اتصالا هاتفيا من المركز الوطني لزراعة الأعضاء، يخبروه أن العائلة التي قررت التبرع بالكلية معنية بالحديث معه والاطمئنان على صحته اذا رغب في ذلك. عبر حسين عن استعداده التعرف على العائلة وقال: " طبعا ابديت استعدادا لتلبية رغبة العائلة والحديث معها، كونها تبرعت بأعضاء أغلى ما تملك، كما وأثار اهتمامي الشجاعة التي تحلّت بها هذه العائلة حين قررت اتخاذ هذا القرار الباسل، الذي أوقف معاناتي ولربما أنقذ حياتي" وأضاف: " لم أتفاجأ أن العائلة التي تحدثت معها هاتفيا كانت من المجتمع اليهودي لانه احتمال وارد جدا. أحسست أن موضوع التبرع بالأعضاء يتعدى جميع الاعتبارات المركبة التي نعيشها في هذا المكان. كانت محادثة مثيرة لي مع اخوة المرحوم الذي عبروا عن سرورهم ان أعضاء المرحوم ما زالت تحيى داخل انسان آخر وأوقفت معاناته، بغض النظر عن انتمائه الديني والقومي أو أي انتماء لآخر واتفقنا أن نلتقى قريبا.وهنا أريد ان استغل هذا المنبر لكي أوصل رسالتي الى المجتمع العربي، الذي تشجع دياناته السماوية التبرع بالأعضاء وتعتبرها صدقة جارية عن روح المرحوم وأقول ان علينا ان نشجع قيم العطاء وإنقاذ حياة الانسان.
يفيد المركز الوطني لزراعة الأعضاء أنه عند وصول عضو من متبرِّع، صادقت عائلته على التبرع في أحد مستشفيات البلاد، تنقل معطياته إلى المركز الوطني لزراعة الاعضاء وتخزن في المنظومة المحوْسَبة. تفحص المنظومة بشكل تقاطعي معطيات المتبرع، مع معطيات المنتظرين وتبحث عن المرضى الأكثر ملاءمة للزراعة. منظومة تخصيص الأعضاء تعمل بصورة متساوية وشفافة. إعطاء أفضلية الدور للزراعة، حسب خطة الأفضلية تستند إلى قانون زراعة الأعضاء 2008بند 9(ب) (4). ويشمل نقاط استحقاق وفق المعايير الطبية المختلفة.
فمثلا قبل نحو ثلاثة أشهر وصل مريض من إحدى القرى في منطقة الناصرة وكان قاصرًا وناسب المعايير والاعتبارات المتعلقة لتخصيص كبد مثل الخطورة والجيل والملاءمة الطبية للعضو المتبرع وأجريت له العملية الطارئة للزراعة خلال ثلاثة أيام فقط!. العجالة الطبيّة لزرع القلب مثلا، هي الاعتبار الأول عند اتخاذ قرار التخصيص لزراعة قلب، لذلك فان التبرع بالقلب يُقترح أولاً على المنتظرين من الوضع الصعب. الاعتبار الثاني الذي يفحص هو نوع الدم. حيث يُقترح القلب أولاً لأصحاب نوعية دم مماثلة، وفي حالة عدم وجود منتظر مستعجل بنوعية دم مماثلة تفحص إمكانية زراعة القلب في جسد مريض مستعجل آخر. في حالة وجود مرشحين أو أكثر ملائمين لنفس تبرع القلب، يناقش أطباء القلب الذين يعالجون المرضى، مَن هو المنتظر الأشد حاجة للقلب. في حالة عدم التوصل إلى اتفاق فيما بينهم، يقرر طبيب قلب خارجي بعد سماع الأطراف وبعد زيارة المرضى والاطلاع على حالتهم. الطبيب الخارجي تابع للمركز الوطني لزراعة الأعضاء ولا صلة له بالمستشفيات التي تتمّ فيها زراعات القلب من أجل ضمان الموضوعية والشفافية في تخصيص الأعضاء.